السبت، 5 مارس 2011

كيف نعلم أولادنا التفكير السليم؟


كيف نعلم أولادنا التفكير السليم؟

كتب محمودخليل:
تنمية مهارات الأبناء الفكرية يعد أساساً وهدفاً لكل مربٍ، وتنمية مهارات الذكاء والتفكير لم يعد هدفاً شخصياً أو هدفاً أسرياً فقط، بل امتد للحكومات والدول التي أصبحت تهتم الآن بعملية تنمية التفكير وبناء الذكاء عند الأطفال، والسؤال هو كيف يستطيع المربي تنمية قدرات أبنائه في التفكير وفي علاج المشاكل. 
ماذا يقدم الوالدان لأبنائهما في هذا الزمان المتسارع جداً خاصة مع قلة الثقافة التربوية وعدم استطاعتهما مواكبة العصر مع رغبتهما في تجهيز أبنائهما لمواكبة هذا العالم الجديد يومياً؟
ليس المطلوب مني كأب أن أحشو رأس ابني بالمعلومات فكل معلومة سأعطيها لأبني ربما تصبح قديمة فيما بعد، ولكن المهم أن أعلم ابني كيف يتعامل مع المعلومة ومع المتغيرات الكثيرة التي يقابلها في كل ساعة، وأن أضعه أمام مشاكل إما واقعية أو افتراضية وأجعله يتصرف في مواجهتها.
ومثال ذلك:
طفل عمره 10 سنوات يمكن أن يذهب برفقة أمه إلى البنك وتعطيه بطاقة السحب الآلي وتخبره برقمها السري وتطلب منه سحب مبلغ معين بنفسه، بينما تنتظره هي بالسيارة، وهذه العملية تبني عند الطفل ثقة بالنفس وتعلمه كيف يتدرب على مهارات الحياة منذ الصغر ولا ننتظر حتى يكبر الصبي ليمارس هذه الأمور بنفسه فقط حين الحاجة لها. 
ما هي طرق التفكير السليم في علاج المشاكل والتي من المفترض تنميتها في أبنائنا من صغرهم؟
نحاول ألا يلجأ الطفل دائماً للحلول السهلة البسيطة والمباشرة، بل نوجهه للتحليل والتفكير في المشكلة والحل، ويمكن أن يساعدنا في ذلك استخدام الألعاب المعتمدة على الصور وعلى استخدام الذكاء .. والسوق مليء بالألعاب الرخيصة والتي تحقق هذا الهدف، ولو استثمرنا الطاقة البشرية والعقلية التي لدى أبنائنا فمن الممكن أن ننمي تفكيرهم بشكل جيد.. والخطأ الذي يقع فيه الكبار أو الآباء كثيراً هو قفزهم للحلول دون التفكير في خطوات حلها التي تعتمد من الأصل على البحث في مسبباتها، وعلى الآباء النظر إلي المشكلة التي تواجههم من جميع الجهات وليس من وجهة نظرهم فقط فربما يكون الحل أبسط مما نتوقع، وأحياناً يكون التفكير في البدائل أفضل من الحل الذي نصل إليه بسرعة ودون ترو. 
ما هو دور الفروق الفردية بين الأبناء ؟ 
لا شك أن كل إنسان له شخصيته المستقلة التي تميزه عن الآخرين، فمهما توافق الناس في أشياء حتى لو كانوا أخوة توائم فكل فرد عبارة عن مزيج من البيئة والوراثة يختلف عن الآخرين، والميزة الأساسية في الفروق الفردية أنها تجعل لكل فرد سمة ليست موجودة لدى الآخرين، وهذا ما يحتاجه المجتمع من فروقات فردية بين أفراده الأمر الذي يحدث تكاملاً اجتماعياً لتدور وتدور عجلة الحياة. 
نقدنا لأبنائنا وهل نتائجه توسع إدراكهم وتفكيرهم أم على العكس يولد إحباطاً لنفسية الطفل ؟
هذا يعتمد على نوعية النقد فلا ينبغي التجريح وإخراج السلبيات فقط من سلوكيات الأبناء كما نراها، بل النقد الصحيح هو أن نخرج السلبيات والإيجابيات معاً، والأفضل توجيههم لتعديل سلوكياتهم بدل من نقدها فقط، وعلى الآباء التركيز على الإيجابيات وتنميتها وبالنسبة للأمور التي تحتاج إلى تعديل علينا أن نحدد أولاً ما هي المشكلة وتفاصيلها، ومن ثم حلول المشكلة والبحث في خطوات حلها. 
كيف يمكن توجيه الطفل منذ نعومة أظفاره لتنمية موهبة معينة ؟ 
ليس دور الأسرة فقط أن تنجب أطفالاً ولكن دورها أن تعتني بالأطفال ومنذ نعومة أظفارهم، وكنموذج عملي هناك الكثير من الخطوات التي يمكن إعطاؤها للآباء، والتي من خلالها يمكن تنمية مهارات أطفالهم ونبدأ  الاهتمام بالطفل وعدم الاستهانة به أو تحقيره ومنحه الثقة بالنفس والاستماع لرأيه ومناقشته به، ويعد هذا اللبنة الأولى لبناء شخصية الطفل.
تحديد المهارات التي نود تنميتها في الطفل فمنذ عمر 4 سنوات نحدد تلك المهارات ونشرع في تنفيذها. 
نلاحظ في مجتمعنا أن ارتباط الذكاء لدينا مرتبط بتفوق الطفل في مواد معينة علمية غالباً .. فيشعر الطفل المتفوق في المواد الأدبية مثلا أنه محدود الذكاء ويسبب له هذا حساسية في التعامل مع المواد الدراسية الأخرى فما هو رأيكم في ذلك ؟
في الواقع الخطأ ليس في الميول أو الذكاء بل الخطأ في نظرتنا لعملية الذكاء عند الأطفال.. فنحن نربط بين الذكاء والجوانب العلمية وهذا خطأ فلكل إنسان ذكاء خاص به ويمكن أن يكون في مجال معين فهناك إنسان ذكي اجتماعياً يستطيع أن يستثمر علاقته جيداً ويعرف كيف يتعامل مع من حوله، وآخر ذكاؤه رياضي وهناك أنواع عديدة من الذكاء فهناك طفل عمره 7 سنوات ويحفظ القرآن عن ظهر قلب وهو لم يقرأ بعد، وهناك طفلة عمرها 11 سنة عندما تسألها عن أي آية قرآنية ترد عليك في الصفحة كذا وتحددها إذا كانت يميناً أو يساراً ..
ولذلك نؤكد أنه من الخطأ ربط ذكاء الطفل بمقدار تحصيله العلمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق