الأحد، 3 أبريل 2011

اللعب يصنع من الطفل مواطناً محباً ومتعاطفاً ومتعاوناً وصديقاً وفياً


لعب الأطفال ليس وقتاً ضائعاً ومتابعة الأمهات لهم يرسم مستقبلهم
اللعب يصنع من الطفل مواطناً محباً ومتعاطفاً ومتعاوناً وصديقاً وفياً

كتب محمود خليل:
يعتقد العديد من الأهل أن لعب أطفالهم يعد من قبيل مضيعة الوقت, لأنهم يربون أطفالهم ليتمكنوا من دخول عالم المنافسة والنجاح الذى يكون عادة من نصيب الأكثر ذكاءً ونشاطاً وعلما ودراسة وليس الأكثر لعبا.
أكدت الدراسات الحديثة أن اللعب يساعد الطفل على التعرف إلى العالم الذي يحيط به. فمن خلال اللعب يستطيع الأطفال الاستقصاء والاكتشاف، مثل اختبار بعض النظريات، والتعرف إلى الأشكال والألوان، وإكتشاف السبب والتأثير والعلاقات الاجتماعية والقيم العائلية فاللعب يمكن الطفل من تكوين عالماً خاصا به, فهو أثناء اللعب يلعب دور الأب والضابط وعامل البناء والراقص والطبيب والمدرس والموسيقار، والمزارع, مما يوسع آفاق الطفل فيبدو أكبر من سنه, وهذه أهمية اللعب فى حياة الطفل لأنه يمكنه من تعلم وإدراك كل شيء ويعيش عالمه الخاص ويعبر عن أحلامه وطموحاته, ويمكن للأب والأم أنت يتعرفا على ميوله طفلهما من خلال لعبه, ومن خلال هذا اللعب يمكنهما رسم مستقبله, ولذا فالوقت الذي يمضيه الطفل في اللعب وقت مستغَل جيداً، وليس وقتاً ضائعاً كما يظن الآباء.
نسى الأهل أن كل المخلوقات الحية، من بشر وحيوانات وطيور، تحب اللعب، ومع أن اللعب يختلف من جنس إلى آخر، وبين ثقافة وأخرى وجيل وآخر، لكنه تصرف عالمي، بمعنى أنه تصرف مشترك بين البشر, أما بالنسبة إلى الطفل الصغير، فليس هناك ما هو أجدى من اللعب، لأن الفائدة التي يجنيها من اللعب تفوق ما يجنيه من دروس المدرسة.. فاللعب يفسح المجال أمام  ليكون ذا سلطة مطلقة. فأثناء اللعب ينسى الأطفال أنهم صغار ويتصرفون بشكل طبيعي.
أشارت الدراسات ايضا إلى أن اللعب يبني المهارات الاجتماعية, إذ إنه يتفاعل مع ألعاب لا تخيفهم ولا تشكل عليهم خطراً، مثل الحيوانات المصنوعة من القماش أو البلاستيك، أو السيارة أو القطار.. إلخ, ثم يأتى اللعب مع الأهل، ثم أقرانه فى المنزل أو من ابناء الجيران, مما ينمى مهاراته الاجتماعية ويقويها, كما يمنح اللعب الأطفال أيضا الفرصة للتغلب على انفعالاتهم مثل الغضب والخوف والحزن والتردد. ويساعدهم على تطوير لغتهم, إذ إنهم أثناء اللعب يستعملون عدداً كبيراً من المفردات، ويكررونها، مما يزيد من عدد الكلمات التي يتعلمها الأطفال، ما يعزز قدرتهم على الكلام, كما يساعدهم على تطوير مهارات استخدام أيديهم وأصابعهم، والتناسق بين اليد والعين. حيث يتحول اللعب لدى الأطفال إلى عمل، مما يمنحه القوة والثقة بالنفس ويوسع من مداركه.
طالبت الدراسات الآباء والمهات بتهنئة الطفل حينما يفوز أثناء اللعب لأن الفوز يمنحه شعورا بالفخر والسيطرة، ولكن يجب أن يتعلموا أيضاً منافع الهزيمة، لأن الخسارة تساعدهم في البدء على تطوير وتفهُّم إحساس الخاسر والتعاطف معه من جهة، وكيفية إعادة تأهيل أنفسهم مرة أخرى للوصول إلى الفوز مرة أخرى وعدم الاستسلام للهزيمة, وعندما يعود الطفل الخاسر، إلى اللعب ثانية ويحقق الفوز مرة أخرى سوف يعرف معنى الفوز وكيف يحافظ عليه؟, وكيف يبنى نفسه مرة أخرى إذا تعرض لمشكلة ما؟.
بينت الدراسات، أن ردَّ فعل الأطفال يكون قوياً لو خسروا أمام فريق من الجنس الآخر، لأن الأطفال في السن المبكرة يعتقدون أن هناك ألعاباً خاصة بالأولاد وأخرى خاصة بالبنات. ولذلك قد يفقدون الحماسة في اللعب إذا تفوق طفل من جنس آخر عليهم, ولذا يجب على الأهل توضيح السبب لأطفالهم وأن فوز منافس من الجنس الآخر سببه الممارسة المتواصلة للعبة، وأنه لو مارس اللعب كثيرا، فإنه سيحقق الفوز في المرات المقبلة، ويجب أيضا التأكيد للأطفال على أن الفوز والخسارة لا علاقة لهما بالجنس.
طالبت الدراسة الأمهات والآباء بأهمية أن يبينوا لأطفالهم الأخطاء التي ارتكبوها بأسلوب لين، ليتجنبوا ارتكاب الأخطاء نفسها مرة أخرى فى المستقبل وبهذه الطريقة يشعر الطفل بأن الأهل لم ينتقدوه فقط، بل إنهم يهتمون بهم وبلعبهم ويوجهونهم, كما أنهم يجب أن يرفضوا انسحابهم من اللعب لو شعروا بالخسارة, لأن الخروج من الملعب أثناء اللعب، مثل عدم الوفاء بوعد قطعوه على أنفسهم, كما أن الانسحاب يمكن أن يحرمهم من اللعب مرة أخرى, ويجب أن يذكر الأهل أطفالها بأن فرق الكرة تستمر في اللعب حتى النهاية، مهما كانت النتيجة، أو الخسارة..مما يساعد على أن ينمو ليصبح مواطناً محباً وأكثر تعاطفاً مع الآخرين، وأكثر تفهماً لمشاعرهم، ويجعل منه صديقاً وفياً وأكثر تعاوناً مع المحيطين به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق