الاثنين، 1 يوليو 2013

التحرش الجنسى مسئولية من؟


الفتاة أم الشاب أم رجل الأعمال أم الحكومة أم الفضائيات أم الإنترنت؟
التحرش الجنسى مسئولية من؟
الفتيات: الانتهاكات تبدأ بالنظرات الدنيئة إلى الكلمات الجارحة وتصل إلى "الملامسات" فى المواصلات العامة
الشباب: الجنس يتحرك أمامنا فى كل مكان فى صورة نساء وفتيات يرتدين ملابس وكأنهن لا يرتدين شيئا
قصة رجل الأعمال الذى حرم مائة ألف شاب وفتاة من الزواج
المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية:‏
60 بالمائة من الإناث يتعرضن للتحرش الجنسي و140‏ قضية اغتصاب وتحرش كل يوم

كتب محمود خليل:
فعل اغتصب في اللغة العربية يعني أخذ الشيء قهرًا وظلمًا، وقد طغى استعمال الكلمة لتشير إلى الاعتداء الجنسي وعليه فالاغتصاب هو ممارسة الجنس مع شخص دون رضاه بواسطة القوة أو بالترهيب، ويعتبر الاغتصاب أكثر الجرائم الجنسية شيوعا.
قضايا التحرش الجنسي في مصر من القضايا المثيرة للاهتمام ولكن لم تأخذ حظها من التغطية الإعلامية أو أبحاث الدارسين وكذلك لم تجد لها صدى عند بعض الأطباء النفسيين وغيرهم من الجهات ذات العلاقة للتعرف على أسبابها واقتراح العلاج المناسب لها, إلا أن مثل تلك القضايا تحظى بالاهتمام من قبل الجهات الأمنية لردع المجرمين وحفظ الأمن ولكن ليس لعلاج أسباب المشكلة ومثل تلك القضايا التي تهم الجنسين ينبغي أن تجد طريقها الى الحل وإن كان من شبه المستحيل علاجها بالكامل

ومن بين أهم الأسباب التي تفضي لمثل تلك الحوادث هو نقص في التربية ونقص في الإيمان والوازع الديني ونوع من الكبت الداخلي الذي يخرج بين الفينة والأخرى عندما تقع أعينهم على مشاهد لم يعتادوا عليها في ظروف المكان و الزمان والتي كانت مهيأة لهم لتحركهم غرائزهم البهيمية على التعدي , وهي مشكلة سوء تصرف يكون التعبير عنها بأعمال مخلة بالشرف والآداب العامة أو أعمال مخلة بالأمن العام بتبني أعمال إرهابية كنوع من التعبير عن الذات غير الواعية
 ومن الصعوبة بمكان الدعوة الى الاحتشام في الوقت الذي ينتشر عبر الأثير ومن خلال الفضائيات الكثير من الصور الإباحية وغير الأخلاقية وصور الدماء والأشلاء وحتى اليوم لا نجد في البرامج التي تبثها قنوات عربية التحذيرات التي يتبعها الغرب عند نشر مواد لفئة البالغين.
ومن المشاهدات المألوفة تجمع الشباب أمام مدارس الفتيات بشكل لافت وجريء أكثر من ذي قبل, لدرجة أن الشباب يطاردونهن بشكل يومي, ويتعدى التحرش الجنسي الشوارع والمرافق العامة إلى الساحات الإلكترونية حيث تتعرض المشاركات في المنتديات بأسمائهن الصريحة إلى مضايقات من خلال إرسال الصور الإباحية على بريدهن الإلكتروني, مما يسبب لهن حرجاً بالغاً خصوصاً إذا كن يكتبن في المنتديات بأسمائهن الصريحة.
تقول منى اجلس داخل الاتوبيس مكتفة الأيدي والأقدام متجنبة تحرشات الرجال، وفي الشارع اترقبت خطوات من يمشي خلفى، وفي الجامعة احتاط لتصرفات الزملاء، لأننى ما أن اخرج من بيتى يبدأ مسلسل الانتهاكات والإهانات ابتداء من النظرات الدنيئة, الى الكلمات الجارحة والإيذاءات المباشرة "ملامسات" فى المواصلات العامة سواء فى الاتوبيس او المترو او المينى الباص وما يحمله ذلك لى من إيذاء جسدي ,ومعنوي, ونفسي, وسمعي, وبصري وممارسات لا أخلاقية شاذة قد تصل حد الاختطاف وهو ما يرعبنى حقا..
 تشرح زينة معاناتها من الكلمات البذيئة والنظرات الدنيئة التي تلاحقها في كل مكان قائلة "الموضوع أصبح عادة يومية حتى إنني استغرب إذا اقتصر على حالتين أو ثلاثة يومياً، فالانتهاكات بالعشرات من الكبير والصغير، بالنسبة لي لا تزعجني الكلمات العادية خفيفة الظل مثل "أية الحلاوة دى"، "يا جميل يا أحلى من القمر" لكن هناك كلمات مزعجة ومقرفة على الخصوص الكلمات التي تصف معالم جسم المرأة بطريقة فظيعة، والغريب إن بعض الشباب أجبرونا على تقبل الوضع بشكل طبيعي، حتى إنهم ينزعجون في حالة الرد عليهم، وعلى اعتبار إنني معرضة للانتهاكات اليومية ولحماية نفسي من الإزعاج، لا أخرج إلى الشارع إلا وفي إذني "ووكمان" والأسوأ من ذلك إن "بعض الشباب لا يكترثون حتى لو كانت الفتاة برفقة أحد من الشباب فلا يتوقفون عن "البحلقة" فيها لدرجة إن بعض المتزوجين لا يقبلون بخروج المرأة لوحدها حتى لا تتعرض للإهانة".
تقول رانيا عن سائقي "الميكروباصات" تعاملت معهم بشكل مباشر يوميا أثناء دراستى في المعهد وفى أحد الايام كنت ذاهبة الى المعهد عند الساعة السادسة صباحا مستقلة الميكروباص وعندما نزل الركاب أصبحت أنا الوحيدة به فإذا بالسائق يسرع فى السير وفى طريق آخر غير الطريق المعتاد رافضا إنزالي وأخذت اترجاه وأتوسل له "الله يخليك يا عمو نزلني الله يوفقك.. ولكنه أصم أذنيه وبدأت أخبط على الشباك وأصرخ وأنادي لكن لا فائدة بينما تعامل هو معي بأعصاب باردة دون أن ينطق بكلمة فما كان أمامي إلا أن بدأت اصرخ وأقول يارب ألطف يارب أستر وأتلو آيات قرآنية بينما هو يضحك ويزيد من سرعة السيارة وفجأة اذا بسيارة ظهرت أمامنا ولم يستطع التحكم فى عجلة القيادة فاصطدمنا بالسيارة الأخرى وانكسر الزجاج الامامي وبدأ السائق ينزف من رأسه وتشاجر معه السائق الأخر وانتهزت الفرصة ففتحت الباب وهربت مسرعة!!!
تقول هالة 22 سنة طالبة في كلية الآداب "لا يمكنك تصور الزحام عند مكتبات الجامعة لشراء المحاضرات، لقد كنت ذات يوم مضطرة لان أقف على الرغم من الزحام الكبير لشراء كتاب يخصنى "وأثناء وقوفى شعرت بحركة من الخلف فإذا بشاب خلفي، فقال لي "معلش الزحمة"، ثم شعرت مرة ثانية بحركة غير طبيعية فإذا بالشاب نفسه قد كشف عن عورته وبدأ يقوم بأمور منافية للأخلاق غير طبيعية، ثم هرب بسرعة، ولم أستطع أن اصرخ لهول الموقف وغرابته فقد "انعقد لساني" لبشاعة الموقف والشعور الذي انتابني".
أما عن الشباب المتهم من قبل الفتيات والسيدات فأنهم يلقون بالتبعة على الفتيات فيقول علاء (32 عاما) موظف: فى الشارع ستجد الجنس يتحرك أمامك فى صورة نساء وفتيات يرتدين ملابس وكأنهن لا يرتدين شيئا حتى المحجبات تحولت ملابسهن إلى ما حذرن منه نبينا الكريم.. أنهن "الكاسيات العاريات".. وتفننت شركات الأزياء فى تقديم تلك الملابس التى تبرز ولا تخفى شيئا من أجساد النساء فمن الجينز إلى البادى إلى الشيفون.. والفتيات والسيدات تجدهن يتبارين فى إبراز مفاتهن وتضاريس أجسادهن ويجرين خلف الموضات ونسين الدين الذى يدعو إلى الحجاب... ليس حجاب "قمصان النوم" ولا الجينز المنتشر حاليا ولكنه الحجاب الشرعى الذى أمرنا به المولى عز وجل..
يضيف أحمد (30 عاما) إذا تركنا الملابس ستجد "المشية".. ستجد الفتيات أثناء سيرهن فى الطرقات يدعين إلى الرذيلة فهذه تسير بـ "دلال" وتلك بـ "دلع" وثالثة تسير وهى "تتقصع".. أما إذا كانت شلة من الفتيات فأنك أمام دعوة مفتوحة لممارسة التحرش.. فهن يتحدثن بصوت عال ويطلقن النكات ويحاولن "جر شكل" الشباب بالتعليقات والغمزات واللمزات.. فهناك من يجدن متعة وتسلية بتحرش الشباب بهن ويجدن أن هذا يحقق لهن شيئاً ما يرضي أنوثتهن وغرورهن فيرضين به بل ويسعين إليه.. فتتأجج المشاعر ويكون ما يكون.. فالحرمان من شيء يؤكد ويعزز ويزيد الحاجة إليه.. لقد خلق الله الذكر والأنثى ووضع في كيان كل منهما الرغبة في الآخر والشوق إلى لقاءه ولو لم يفعل هذا سبحانه ما تناكح الناس وما تزوجوا أو تناسلوا أو أنجبوا.. فالرغبة موجودة في داخل كل خلية من خلايا أجسادنا والجميع يستجيب لنداء الفطرة فأين المفر؟..
يرى عمر (35 عاما) جامعى لا يجد عمل دائم: أن الشباب لا يجد عملا.. ولا بصيص أمل له فى الزواج.. وشبح العنوسة يطارد الشاب كما يطارد الفتاة.. وإذا وجد الشاب عملا فكم من العمر يحتاج كى يشترى شقة؟.. وإذا اشتراها كم من الوقت يحتاج حتى يجهزها؟.. وإذا جهزها كم من الوقت يحتاج ليوفر المهر وثمن الشبكة وتكاليف الزفاف؟.. إذا فكل الأمور تسير عكس الشباب.. كل شيىء يدفعه إلى اليأس من فرصة العمل.. من الزواج.. من ممارسة حقه الطبيعى فى ممارسة الجنس بالطريقة الشرعية.. بينما ما حوله يدعوه ويدفعه دفعا إلى ارتكاب المعاصى بالرضا أو بالعنف.. بالتحرش أو الاغتصاب.. لو سألتم من ارتكب جريمة الاغتصاب أو التحرش ستجدون أنها جريمة ارتكبها المجتمع ضده.. فالحكومة فشلت فى توفير فرص عمل للشباب.. فشلت فى توفير شقق للسكن.. الأسعار نار نار نار.. وأسر الفتيات لا ترحم الشباب الذى يريد أن يعف نفسه.. لا تلقون بالمسئولية على الزيادة السكانية فتلك شماعة لا نقبلها لأنها غير حقيقية.. لأن السبب فيما نعانيه هو الفساد والرشاوى..
يشير حسين (25 عاما) إلى أن الكبار استولوا على كل شيىء.. مجموعة من الأفراد لا تتعدى 10 بالمائة من المصريين تملك كل شىء وباقى الشعب لا يملك سوى النذر اليسير.. طبقة تلعب بالمال لعبا حتى أن أحدهم ينفق على مغنية أكثر من نصف مليار جنيه مصرى بخلاف مليار جنيه يريد دفعها كدية للهروب من حبل المشنقة أى أن نزوة كلفت شخص واحد أكثر من مليارى جنيه وقد تكلفه حياته.. أن المبلغ الذى انفقه هذا المجنون على تلك المغنية كان يكفى لبناء مدينتين للشباب على الأقل بحجم مائة ألف شقة فكأنه بهذا الفعل حرم مائة ألف شاب من سكن مناسب له ولأسرته وتسبب فى مشكلة لمائة ألف شاب وأسرة.. بينما آخر يدفع عشرة ملايين جنيه مهرا لسيدة ومثلها مؤخر صداق بينما الشعب لا يجد لقمة العيش ولا يجد "عشة" يسكنها.. أن تلك الأموال التى "بعزقها" مثل هؤلاء ليست أمواله ولكنها أموال الشعب والبلد فالشعب الذى أمنهم على تلك الأموال وأعطاها لهم كثمن لسلعة أو خدمة يقدمونها له فينفقون هذه الأموال على نزواتهن!!.. وهنا مكمن الخطورة إذ أن هذه النزوات سترفع سعر الخدمة أو السلعة التى تقدمها تلك النوعية ممن يسمون أنفسهم رجال أعمال وبالتالى فأن الشعب هو الذى ينفق على نزوات هؤلاء المجانين فكلما ارتفعت أسعار السلع زاد التضخم وكلما زاد التضخم زادت البطالة وكلما زادت البطالة زاد الموقف الاقتصادى سوء وكلما زاد الموقف الاقتصادى سوء زاد حجم الجرائم بأنواعها ومن أبرزها الجرائم الجنسية حيث لا يشعر رجل الأعمال أو صاحب النفوذ بالنجاح ان لم يقتنى فنانة أو يشترى نجمة؟!.. فهل هناك جناية أكبر من تلك يرتكبها هؤلاء المجانين؟.
ولقد انتقل هذا التحرش وهذا الفساد الجنسى أو التلوث الجنسى الذى أصاب مجتمعنا إلى الشارع.. إلى العلن.. ولم يعد أحد يخشى من وصفه بالمتحرش فكان التحرش من سنوات يتم داخل الغرف والمكاتب المغلقة وكان المتحرش يتدارى خوفا من أن يراه أحد فتكون فضيحة.. أما هذه الأيام فالتحرش يتم علنا وعلى رؤوس الاشهاد بدون خوف من عقاب أو حتى عتاب فالكل يتحرش ولم يعد التحرش قاصرا على فئات اجتماعية بعينها بل كل الفئات تتحرش حتى انتشر التحرش الجماعى فى شوارع المحروسة كما حدث فى وسط القاهرة والمهندسين.
كانت الدكتورة سهير عبد المنعم الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قد أكدت في دراسة لها عن التحرش الجنسي والاغتصاب، أن جرائم الاغتصاب وهتك العرض تزايدت في مختلف فئات المجتمع سواء في القاع أو القمة وبدرجات مخيفة، وقدرت هذه الظاهرة بنسبة 15 بالمائة بين جرائم صغار السن من الشباب (15 إلى 18 سنة)، وأنه خلال السنوات الخمس الماضية وقعت 700 حادثة عن كل سنة. وطبقًا لإحصائية أصدرها المجلس القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية أكدت أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب تقع في مصر سنويًّا، وأن 60بالمائة من الإناث يتعرضن للتحرش الجنسي. بينما بلغ عدد قضايا التحرش الجنسى والاغتصاب في مصر على سبيل المثال 52 ألف قضية في سنة ‏2006‏ وحدها حسب تقارير أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أي بمعدل أي ‏140‏ قضية اغتصاب وتحرش كل يوم‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق